تدور قصة الفيلم حول ترافيس بيكل (روبيرت دي نيرو), جندي عائد من الحرب ومدمر نفسياً ويشعر بالغضب من مجتمعه يعمل كسائق تاكسي, ويريد تنقية بلاده من الفساد الذي انتشر فيها, وبثورة غاضبة منه لا تبقي أحد من هؤلاء الذين يشعر بانهم هم السبب في هذا الفساد.
يقول الكاتب مهند الجندي عن شخصية ترافيس: "إنها الشخصية السينمائية الأدق وصفاً لحال الفرد الأمريكي؛ رجلٌ وحيد دون أي وجهة يصبو إليها، فيدفعه تخبطه لأن يمتهن قيادة سيارة الأجرة ويقل ركابه إلى وجهتهم المحددة، إذ هو يتمنى الاقتراب من هذا الشعور بأية صورة محسوسة، ويبحث عن هدفه وسبب وجوده ولكن عبثاً!
يجوب ترافيس خلال عمله شوارع مدينة نيويورك الليلية ويدون على أسطر يومياته ما يشهده من شخصيات منحطة أو كما يُطلق عليها “الحيوانات”، ويتمنى أن “يهطل المطر يوماً ما ويجرف معه الحثالة عن الطرقات”، ويسمح لأنبوب المياه العام أن يطهر سيارته بعيد توصيله لأحد ركاب المدينة الوضيعين قبل أن ينهي ورديته اليومية. وفي نفس الوقت الذي نلحظه ينفر من هؤلاء الحثالة، نراه يتردد كذلك لمشاهدة الأفلام الإباحية، ويحاول بشكل بائس أن يتعرف على موظفة استقبال تلك السينما. يعمل على انتشال فتاة مراهقة من العمل كعاهرة مضطهدة مع أنه قد تعرف في السابق على بيتسي “الملاك ذو الرداء الأبيض” يدعي أنه من أشد مناصري أحد المرشحين الانتخابيين على الرغم من اعترافه لغيره بأنه لا يعرف شيء عن هذا الرجل. تعطي بيتسي العبارة الأنسب لشرح شخصية ترافيس بيكل، وتقتبسها من مقطع غنائي يقول: “بعضه خيال وبعضه حقيقي، إنه تجسيد حي للتناقض”.