يعرض الفيلم قصة شاب شبه متشرد اسمه "برونو" وصديقته الشابة "سونيا" التي تنجب أول طفل مشترك بينهما، ومن أول نظرة نلقيها على الشاب نلاحظ قلة مبالاته بهذه الحادثة التي لا يفترض أن تمر بهذه الطريقة. ويترسخ هذا الانطباع من خلال تصرفاته التي تتصف بالعفوية والتسرع واللهو. والخلاصة أنه شاب يعيش اللحظة ولا يبالي بأي قدر من المسؤولية الملقاة على عاتقه. فهو مثلاً يشتري لصديقته سترة ثمنها كل ما يملك من نقود بمجرد أنها تماثل السترة التي يلبسها هو، ومن هذا المشهد بالذات نرى الطريقة التي يعيش بها "برونو" حياته الطائشة المتحررة من أي قيود. وبالتالي فعندما يقوم بفعلة شنيعة وهي ببيع المولود الجديد للتبني فذلك لا يشكل صدمة كبيرة، ولكن يظهر من هذا التصرف مدى الغباء وقلة المبالاة التي يمكن أن يصل لها إنسان مثله عاش حياته كلها بدون أي شعور بالمسؤولية.
بحدوث هذه الحادثة تتغير كل مجريات الفيلم، فتتحول حياة "برونو" إلى جحيم وذلك بسبب مشاجرته مع صديقته، وتورطه مع العصابة التي اشترت الطفل منه، وأخيراً ملاحقة الشرطة له. وهذا كان السبب لنرى بقية أسرار حياته مثل اعتماده على السرقة في اكتساب نقوده، وطلبه المساعدة من فتى صغير في العمر برغم ما ينطوي عليه هذا من إهانة لنفسه التي لم يتعود على إعطائها أي مسؤولية أو تقدير، ليعود بعد ذلك ليحاول إصلاح أخطائه العديدة التي بدرت منه دون أن يفكر في نتائجها أبداً.